كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



الرحمن وابن ذكوان وابن أبي الحواري فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد فأجابوا خلا أحمد بن أبي الحواري فجعل يرفق به ويقول: أليس السماوات مخلوقة؟ أليس الأرض مخلوقة.
وأحمد يأبى أن يطيعه فسجنه في دار الحجارة ثم أجاب بعد فأطلقه.
قال أحمد السلمي في (محن الصوفية): أحمد بن أبي الحواري شهد عليه قوم أنه يفضل الأولياء على الأنبياء وبذلوا الخطوط عليه فهرب من دمشق إلى مكة وجاور حتى كتب إليه السلطان يسأله أن يرجع فرجع.
قلت: إن صحت الحكاية فهذا من كذبهم على أحمد هو كان أعلم بالله من أن يقول ذلك.
ونقل السلمي حكاية منكرة عن محمد بن عبد الله ونقلها ابن باكويه عن أبي بكر الغازي سمعا أبا بكر الشباك سمعت يوسف بن الحسين يقول:
كان بين أبي سليمان الداراني وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في أمر فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه فقال أحمد: إن التنور قد سجر فما تأمر؟
فلم يجبه فأعاد مرتين أو ثلاثا فقال: اذهب فاقعد فيه- كأنه ضاق به-.
وتغافل أبو سليمان ساعة ثم ذكر فقال: اطلبوا أحمد فإنه في التنور؛ لأنه على عقد أن لا يخالفني فنظروا فإذا هو في التنور لم يحترق منه شعرة.
__________
(1) وهذا من الخطأ الذي لا ينبغي الاخذ به ولا التعويل عليه لأنه لا يجوز في دين الإسلام أن يعقد الإنسان بينه وبين آخر عقدا يلتزم فيه عدم المخالفة بصورة دائمة لان ذاك الإنسان الذي عاهده على عدم المخالفة ليس بمعصوم فقد يأمره بما لا يجوز. وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الطاعة في المعروف " أبلغ رد على هذا.
والخبر في " طبقات الأولياء ": 33 و" تاريخ ابن كثير " 10 / 348.